الرأي الاختصاصي الآخر

طلب الحصول على رأي اختصاصي آخر سواء في مرحلة تشخيص المرض أو بخصوص العلاجات المقترحة قد يشكل خطوة هامة في التعامل مع المرض.

رابطة السرطان الأمريكية تنصح بطلب الحصول على رأي اختصاصي ثاني بالنسبة للتشخيص في كل حالة من حالات سرطان الثدي، في أي مرحلة كانت ولجميع أنواع الأورام- المركزة منها أو المنتشرة على حد سواء.

يمكن طلب رأي إضافي بالنسبة للتشخيص المرضي وكذلك بالنسبة لطريقة العلاج التي يقترحها الجرّاح وطبيب الأورام.
القرار بخصوص طلب الحصول على رأي إضافي من عدمه هو من القرارات الشخصية التي تتبع لاعتبارات المرأة وحدها. هناك نساء يعتقدن أن “العلم هو قوة” ومن المهم ان يشاركن في عملية التشخيص والعلاج. وما يحدث لدى مثل تلك النساء في كثير من الأحيان هو أن يؤدي أخذ المسؤولية إلى المساعدة في عملية الشفاء.

ومع ذلك يجب أن نتذكر ان الرأي الإضافي قد يسبب كذلك الحيرة التخبط ويزيد من صعوبة اتخاذ القرار الحاسم. على أي حال يجب أن تعلم المرأة أن طلب الرأي الإضافي هو أمر مشروع ومقبول (بمقتضى قانون حقوق المريض). والقرار بشأن طلب أو عدم طلب الحصول على رأي إضافي يظل من خيار كل امرأة.

بموجب التأمينات المُكملة تسمح جميع صناديق المرضى لأعضائها طلب الحصول على المشورة والحصول على رأي إضافي على نفقة صندوق المرضى الكاملة أو الجزئية. ننصح أولاً بمراجعة قائمة الأطباء الذين يمكن مراجعتهم لدى صندوق المرضى وما هي الشروط لاستعادة الدفعة المالية.

التشخيص المرضي   

ما هو علم الأمراض (الباثولوجيا) وما هو دوره في تشخيص السرطان

علم الأمراض هو واحد من فروع الطب الذي يختص باختبار الأنسجة والخلايا باستخدام المجهر (ميكروسكوب). خبير الأمراض هو الأخصائي الذي يقرر فيما إذا كانت عينة النسيج أو الخلايا هي من النوع الخبيث أم الحميد، وتشخيصه هو الأساس الذي يعتمد عليه الأطباء لتحديد نوعية العلاج فيما بعد.

اختبار العينة بواسطة المجهر هي الطريقة الوحيدة لتحديد ما إذا كان ورماً معيناً هو ورم سرطاني ام لا. جميع القرارات والعلاجات التي تأتي فيما بعد تعتمد على التفسير الذي يقدمه خبير الأمراض لعينة الخزع التي تم فحصها. وهذا التفسير يعتمد إلى حد كبير على خبرة ومهارة خبير الأمراض.

لماذا يُستحب طلب الحصول على رأي إضافي لخبير أمراض

تدل الأبحاث أن هناك أخطاء في التشخيص المرضي للسرطان. وهذه الأخطاء قد تؤدي إلى إعطاء علاج طبي مغلوط أو لا حاجة به في بعض الأحيان، مما يؤدي إلى تفاقم الحالة. يتبين من دراسة تمت في مستشفى جون هوبكينس، وهو مركز طبي كبير في الولايات المتحدة، أن ما يقارب 10% من التشخيصات المرضية التي أُعيد فحصها كانت نتائجها مختلفة عن نتائج التشخيص الأولي، وفي تلك الحالات تم إجراء تغييرات جوهرية أثناء العلاج.

ومن جهة ثانية نستدل من مراجعة عدد من الدعاوى التي تم تقديمها في الولايات المتحدة بخصوص الإهمال الطبي أن سرطان الثدي هو المرض الأكثر عرضة للأخطاء في الاكتشاف والتشخيص.

أخطاء في التشخيص المرضي قد تؤدي إلى عدد من المشاكل:

  • علاج لا حاجة به أو علاج خاطئ (جراحة، علاج كيميائي، علاج إشعاعي) حين يتم تشخيص نسيج حميد بالخطأ كنسيج خبيث.
  • تفويت الفرصة لمعالجة السرطان في الموعد اللازم- وخاصة حين يتم تشخيص ورم سرطاني في مراحله الأولية كورم غير سرطاني.
  • معاناة وآلام كان يمكن تجنبها.

متى يُستحب طلب رأي إضافي   

كما قلنا فإن المؤسسات الطبية في الولايات المتحدة تنصح بإعادة إجراء الفحص المرضي في كل حالات سرطان الثدي. وزيادة على هذه التوصية العامة، هناك عينات يصعب تشخيصها وتُعتبر ذات “خطورة عالية” من حيث مصداقية التشخيص المرضي. وحين تظهر التشخيصات التالية في التقرير المرضي تزداد أهمية الفحص الإضافي:

  • atypical ductal hyperplasia
  • ductal carcinoma in situ – DCIS

إضافة لتلك الحالات المعينة هناك حالات أكثر انتشاراً:

  • إذا كان الورم من نوع نادر
  • إذا كان التقرير المرضي يصف مُكتشف معين بأنه “غير اعتيادي” (atypical)
  • إذا شمل التقرير المرضي إشارة أو تلميح بخصوص صعوبة التشخيص- مثلاً: الحاجة لإجراء التشخيص على يد أكثر من طبيب واحد أو الاستعانة بطبيب برتبة عالية.

ممن نطلب  

يجب أن يكون الرأي الآخر مستقلاً ومحايداً وغير مرتبط بالرأي الأول. لذا لا بد من الحرص على تسليم العينة إلى مختبر أمراض غير المختبر الذي تم فيه الفحص الأول.

من المحبذ استشارة الطبيب الجرّاح أو طبيب الأورام الذين يعالجون الحالة والحصول منهم على أسماء خبراء أمراض ذوي تجربة وشهرة لكي تطلبين منهم رأي آخر. خبراء الأمراض هؤلاء معروفون في أوساط الأطباء.

بالإضافة إلى الفحوص المرضية، من المحبذ التفكير أيضاً بإجراء فحوصات بيولوجية من شأنها المساعدة في تكييف العلاج الأنفع لمعالجة الورم الذي تم تشخيصه.

كيف تطلبين رأي آخر  

يتكون هذا الإجراء من مرحلتين:

في المرحلة الأولى يجب استلام العينات النسيجية (Slides) من الفحوصات السابقة. وهذه هي عبارة عن رقائق زجاجية يوجد عليها عينة ويتم وضعها تحت الميكروسكوب لفحصها.

يجب التوجه إلى معهد علم الأمراض الذي تم فيه الفحص وطلب الحصول على الرقائق. معظم المختبرات تطلب منك إبقاء ضمانة (دفعة نقدية أو شيك ضمان لا يتم صرفه من الحساب) إلى أن يتم إعادة الرقائق. ويحدد المختبر موعداً للقدوم واستلام الرقائق.

يتم تسليم الرقائق لفترة زمنية محدودة (لكنها كافية لإجراء الفحص الإضافي) ومع انتهاء هذه المدة يجب إعادة الرقائق إلى المختبر الأصلي. وإذا لم يتم إعادة الرقائق يتم التصرف بالمبلغ المودع كضمانة لإعادتها.

الرقائق مُرقمة ويُشار إليها  وإلى المُكتشفات في تقرير الفحص الأول بحسب الأرقام. تظهر أرقامها كذلك على الرقائق الزجاجية التي تستلمها المرأة. مقارنة هذه الأرقام مع الأرقام المذكورة في التقرير تسمح للطبيب بالتحقق بانه استلم الرقائق الصحيحة.

المرحلة الثانية الاتصال بالخبير وتقديم الرقائق للفحص مرة أخرى. كما قلنا، من المهم أن يقوم بإجراء الفحص خبير ماهر ومن المحبذ التوجه لأفضل خبير موجود. يمكن الحصول على أسماء خبراء موصى بهم من الجرَاح الذي يهتم بحالتك أو بنصائح شخصية من المعارف أومن مريضات أخريات.

بعد اختيار الخبير يجب الاتصال لتحديد موعد لجلسة وإحضار الرقائق. هذه المرحلة تكون نفقاتها عالية لأنها استشارة شخصية.

كل من لديها تأمين مُكمل في صندوق المرضى تستحق استعادة جزء من التكاليف (وفقاً لشروط التأمين) لكونها تقع في نطاق بند “استشارة خبير”.

 

عودة إلى  رأس الصفحة >>>

سير العلاج 

لماذا يُستحب طلب رأي إضافي بالنسبة للعلاج

الرأي الإضافي يتيح لك الحصول على وجهة نظر أخرى بالنسبة للإمكانيات المتوفرة. الأساليب التي يتبعها الأطباء مختلفة وتتأثر بعوامل عديدة مثل طبيعة الطبيب وخبرته والمؤسسة الطبية التي يعمل فيها وعلاقتهم مع المريضة. وقد يقترح الأطباء إمكانيات علاج مختلفة، ولهذا فإن طلب الحصول على رأي إضافي يزيد من عدد الإمكانيات المتاحة للمريضة.

متى يُستحب طلب رأي إضافي

في الظروف التالية من المحبذ التفكير في الحصول على رأي علاجي إضافي:

  • حين يقضي التشخيص بأن الورم غير قابل للعلاج – وفي هذه الحالة من المفضل الحصول على رأي إضافي. هناك احتمال معين بان يكون الطبيب قد أخطأ والرأي الإضافي قد ينقذ حياة المرأة.
  • في بعض الأحيان يقول الطبيب الجرّاح أن لا فائدة او أن لا إمكانية لإجراء جراحة في حين يكون هناك طبيب جرّاح آخر رأيه مختلف. وأحياناً قد يكون طبيب معين على دراية بطريقة علاجية جديدة لا يعرفها طبيب آخر. وهذه حالات يشهد عليها الواقع، ولهذا هناك فائدة من الرأي الإضافي.
  • حين يُشتبه بحالة أنها “ليست مؤكدة”. مثلاً: إذا كانت هناك إمكانية غير مؤكدة لإجراء جراحة وقائية للثدي أو حالة غير مؤكدة لإجراء علاجات إشعاعية. في مثل هذه الحالات من المحبذ سماع الرأي الإضافي.
  • إذا اقترح الطبيب على المرأة أن تشارك في  تجربة طبية يقوم هو بإجرائها – حين يكون الطبيب شريكاً في تجربة طبية فقد تكون له مصلحة لتجنيد مريضات للمشاركة في التجربة وذلك إلى جانب وظيفته التي تحتم عليه تقديم العلاج الأفضل. الهدف من التجارب الطبية هو تطوير علاج المرض. ومع ذلك لا بد لكل امرأة أن تراجع اعتباراتها المناسبة لها، والرأي الآخر قد يساعدها على تقدير جدوى المشاركة في التجربة الطبية.

ممن يُستحب أن نطلب الرأي الآخر

يجب أن يكون الرأي الآخر محايداً وغير مرتبط بالرأي الأول. ولهذا من المحبذ اختيار طبيب ليست له علاقة عن قرب مع الطبيب الأول ويجب أن لا يكون من نفس المركز الطبي الذي يعمل فيه الطبيب الأول. وذلك لأن الأطباء الذين يعملون معاً غالباً ما يميلون إلى التفكير بنفس الطريقة، ومن الوارد ان يتم التنسيق بين الطبيب الأول والطبيب الثاني أثناء جلسات الفريق الطبي إذا كانا يعملان في نفس المركز.

من المحبذ أيضاً التوجه إلى طبيب ذو اختصاص مختلف عن اختصاص الطبيب الأول. يتم معالجة سرطان الثدي على يد أطباء من مجالات اختصاص مختلفة: أطباء جرّاحين، أطباء أورام، أطباء أشعة، أطباء نساء، أطباء علم الوراثة، واستشارة اخصائي من مجال اختصاص مختلف قد تقدم لك وجهة نظر أخرى. مثلاً: قد يفكر طبيب الأورام بطريقة مختلفة عن طريقة تفكير الطبيب الجرّاح بالنسبة لطرق العلاج.

عملية التوجه للحصول على رأي إضافي ليست بالعملية السهلة ولا تتمتع كل امرأة بالقدرات والقوى على التعامل معها. أفراد الأسرة والأشخاص المقربين من المرأة يمكنهم مساعدتها في جمع المعلومات والقيام بالاستفسارات إلى أن يتم اتخاذ القرار بالتعاون مع المريضة. وقد تقرر المريضة بأنها تقبل العلاج الذي اقترحه طبيبها وأن لا حاجة بالحصول على رأي إضافي.

 

Share

الرأي الاختصاصي الآخر

Skip to content